تمرّ في حياتنا آلاف اللحظات… لكن بعضها فقط يبقى محفورًا في الذاكرة، يعود إلينا كلما أغمضنا أعيننا أو عبرت رائحة معينة أو سمعنا نغمة قديمة. فما السرّ؟ ما الذي يجعل لحظة ما، عابرة مثل غيرها، تتحوّل إلى ذكرى لا تُنسى؟

الجواب لا يكمن فقط في الحدث ذاته، بل في المشاعر المرتبطة به. اللحظات التي تُلامس قلوبنا بصدق، سواء كانت فرحًا أو ألمًا أو دهشة، تترك بصمتها لأننا عشناها بكامل حضورنا. لم نكن نفكر في الماضي أو نقلق على المستقبل، كنا هناك… تمامًا.

وقد تكون اللحظات الخالدة بسيطة: ضحكة مع صديق، كلمة من شخص غريب أنارت يومك، أو حتى مشهد غروب تأملته بصمت. ليست عظمتها في حجمها، بل في صدقها.

وفي المقابل، نُنسى الكثير من الأيام العادية، رغم أن أحداثها قد تكون كبيرة. والسبب؟ انشغالنا، أو تكرارها، أو عيشها بسطحية دون تفاعل حقيقي.

الجميل أن بإمكاننا صناعة لحظات لا تُنسى. كل ما علينا هو أن نكون حاضرين، واعين، ممتنين. أن نسمح لأنفسنا بالشعور الكامل، حتى لو كان مؤلمًا أحيانًا، لأن الذاكرة لا تحتفظ بما هو بارد أو عابر، بل بما كان حيًا وصادقًا.

فكلما عشت بصدق، زادت فرصك في جمع لحظات لا تُقدّر بثمن… لحظات تبقى، رغم كل النسيان.